كيف يحدث الاحتباس الحراري؟ ...

Admin المساهمات : 185 تاريخ التسجيل : 16/06/2010

نسمع يومياً في الاعلام عن الاحتباس الحراري ومخاطره،
ولكن ربما معظم الناس لا يعلمون أسباب الاحتباس الحراري العلمية.
في الحقيقة ان أول ما قد يخطر على بال أي مطلع على الجانب العلمي
لظاهرة الاحتباس الحراري هو ما يطلق عليه اسم "أثر الصوبة الخضراء".

عبارة الصوبة الخضراء تستعمل لوجود شبه بين ما يحصل حالياً مع الكرة الأرضية،
وما يحصل في مشاتل الخضار التي تسمى في الانكليزية (Green Houses),
تلك المشاتل الزجاجية تستعمل لا سيما في الشتاء، وهي تقوم بحصر الحرارة
الآتية من الشمس داخلها، فهي تسمح للضوء بالدخول اليها
ولكنها تمنع الحرارة من النفوذ الى الخارج.

الأمر سيان بالنسبة للأرض، وغازات الصوبة الخضراء هي التي تعمل كغطاء
يمنع الطاقة الحرارية من النفوذ الى الفضاء الخارجي. ثاني أوكسيد الكاربون
يعتبر أبرز تلك الغازات، ولكن هناك غازات أخرى تساهم في الاحتباس الحراري
منها بخار الماء، الميثان، أكسيد النيتروز، وأيضاً غازات الكلوروفلوروكاربون.

كيف يحدث الأمر؟

ان الاشعاعات التي تبثها الشمس الى الأرض هي اشعاعات ذوات طول موجي قصير نسبياً،
لذلك فهي تمر عبر كتلة غازات الصوبة الخضراء، وتدخل الى داخل الغلاف الجوي.
عندما تصل الى سطح الأرض، تقوم الأرض بامتصاصها ثم تطلقها مجدداً في الفضاء
ولكن هذه المرة على شكل اشعاعات ذوات طول موجي طويل نسبياً، اشعاعات ليس
بامكانها أن تخترق كتلة غازات الصوبة الخضراء التي تمتصها وتحتبس طاقتها الحرارية،
الأمر الذي يؤدي الى زيادة حرارة تلك الغازات والغلاف الجوي بأكمله.

[url=http://www.iraqup.com/up/20100428/kC4g4-iI4N_385650281.jpg][/url]

من الواضح أن نسبة ثاني أكسيد الكاربون في الغلاف الجوي تتزايد يوماً بعد يوم،
وذلك طبعاً بسبب استعمال واحتراق كميات هائلة من الوقود الأحفوري.
تشير الدراسات الى أن مع بداية الثورة الصناعية والاستهلاك الكبير للوقود الأحفوري
كانت نسبة هذا الغاز في الجو هي 260 من المليون أو 0.026 %، أي حوالي ثلثي نسبته
في الجو حالياً. بعض من الأرقام التي أتت بها تلك الدراسات عن نسبة ثاني أوكسيد الكاربون
عبر السنين هي كالتالي: 0.0316 % سنة 1959، 0.035 % سنة 1990، 0.038 % سنة 2000،أي كان معدل الزيادة السنوية في تلك النسبة حوالي 1.14 من المليون،
والذي أضحى الآن 3 من المليون، أي حوالي ثلاث أضعاف المعدل السنوي منذ 1959 حتى الآن.

ان المحيط الحيوي يزيل نسبة من ثاني أوكسيد الكربون باستمرار عبر عملية
التركيب الضوئي (Photosynthesis)، والنباتات تنمو بشكل أسرع اذا ما أعطيت مزيداً من هذا
الغاز. ولكن استمرار قطع الأشجار والقضاء على الغابات يؤدي الى القضاء على
الطريقة الطبيعية الأكثر فعالية في القضاء على ثاني أوكسيد الكاربون في الجو.
ومن المتوقع أن نسبته سوف تزيد الى حوالي 0.06 % في العام 2050،
الأمر الذي قد يؤدي الى زيادة في درجة الحرارة العالمية بمعدل أربع الى خمس درجات.

ان آثار هكذا زيادة في درجة الحرارة ليست واضحة المعالم، لكن معظم العلماء يقرون
بأنها سوف تؤدي الى خلل في مواسم الزراعة وفي نمط هطول الأمطار،
والى زيادة مستوى سطح البحر. هذه الزيادة مرجحة للغاية بسبب ذوبان الجليد في القطبين،
وهي مقدرة بحوالي المتر في المئة سنة القادمة، ومن أربعة الى ستة أمتار في الخمسة قرون القادمة.
وهذا الأمر من شأنه أن يكون لديه نتائج كارثية على المدن الساحلية المنخفضة نسبياً.

المصدر:
http://scientificpens.com/Pages/Essa...%85&EssayId=22